حذر الأخصائيون النفسيون من تعرض الأطفال للصخب والضجيج والفوضى لأنه يضعف النمو الإدراكي والمهارات اللغوية عند الأطفال وأيضا يعانون القلق ويصابون بمشكلات في التنظيم والتكيف مع متغيرات الحياة وضغوطها.
وحسب صحيفة "الأهرام" فقد لاحظ الباحثون بعد دراسة ردود أفعال الأطفال في سن ما قبل المدرسة وجود مشكلة في قدرة الأطفال الذين نشأوا في بيئات منزلية فوضوية وغير منظمة على التأقلم والعمل بجد حيث يختلف سلوك الطفل حسب جنسه ومزاجه وطبيعته الحساسة ووجد هؤلاء في أثناء دراستهم للآثار البيئية على النمو والتطور المبكر في فترة الطفولة أن أكثر الأطفال تعرضا للمشكلات المصاحبة للحياة المشوشة هم الأولاد السلبيون والانفعاليون وسريعو الغضب والتهيج.
وتعلق الدكتورة علوية عبدالباقي أستاذ طب نفسي الأطفال جامعة عين شمس وعضو الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقة أن من أهم الأضرار الناجمة عن الضوضاء هو ضعف السمع عند الطفل والذي يؤدي إلى خفض مستوى إدراكه وتركيزه وانتباهه ودرجة استيعابه للأشياء ولكل ما يدور حوله وينتج عن هذا الضجيج ارتفاع صوت الطفل لأنه يعتبره نمطا سلوكيا ووسيلة لأخذ حقه وكذلك إلى فشله دراسيا بسبب انخفاض مستوى تحصيله وأيضا يبدأ مفهومه عن ذاته يختل فيتحول إلى شخصية عدوانية.
وتظهر عدوانية الطفل في صورة تخريبه للأشياء أو يكون لديه نشاط زائد أو يرتكب سلوكيات مرفوضة مثل الكذب والسرقة ليثبت فيها ذاته وكذلك انتقاما من كل من حوله.
وقد يكون هذا العدوان انفعاليا وداخليا عند الطفل مثل إصابته بالاكتئاب واضطرابات سلوكية تتمثل في:
ـ حركات كثيرة أو بطيئة جدا.
ـ منعزل ليس لديه شهية للأكل.
ـ نومه غير منتظم.
ـ يحلم باستمرار بكوابيس.
ـ كثرة مجادلته وعدم رضاه على أي شيء.
ولتقليل هذا التشوش الضجيجي تنصح د. علوية كلا من الأبوين والأساتذة بضرورة خفض معدل الصوت وعدم الصراخ عند التحدث أمام الطفل وأيضا توفير الجو والمكان المناسب والمنظم لمعيشة الطفل واستذكاره وكذلك خفض التليفزيون أو الكاسيت حتى لا تؤثر على حدة سمع الطفل.
وأخيرا لا بد أن تكون القوانين الخاصة بمحاربة الضوضاء ومرتكبيها رادعة