بِسّْمٌ اٌّلَلًهٍْ اُلْرَحِْمًُانٌِ اٌُلًَرًٌحًَّيًُْمًُ
اُْلُسَّلاًَمُ عَلِيْكُّمٌْ وَُرَحِْمَِةٌُْ اٌّلٌُلُهِ وَّ بًرٌِكًَاتُهّ
أخباركو إيه بنات ؟؟
إن شاء الله بخير ..
كنت أتصفح اليوم في كتاب اللغة العربية ..
فوجدت رسالة ابنة وحيدة إلي والدها ..
ابنهـ ..تحطمت آمالها وأحلامها ..
في الواقع ...حطمت قلبي معها ..
هـا هي الرسالهـ ..
إلــى والدي ..:}}
مـر عامٌ على التحاقي بكلية الطب ..إلا أنني حتى اللحظة لن أوفق في الانسجام مع مكونات عالمي الجديد الذي أردته لي يا والدي ..عامٌ مضى وأنا أعيش حالات صراع عصبية ما بيض رفضي لإقحامك لي عالم تتمناه لوحيدتكـ وأكبر أولادك وبين إذعاني لرغبتك في دراسة الطب إكراماً لأبوتك وتضحيتك من أجلي وأخوتي لا سيما بعد وفاهـ والدتي -رحمهــا الله
ثـــلا ثمائة يوم تعاقب الليل والنهار ..وكابوس فشلي يقض مضجعي ويؤرق تفكيري حتى غدا ..
حقيقةً لا مفر من مواجهتها ..أحـل أنا من كنت مضرب المثل باجتهادي وتفوقي فشــلت .. فشلتـ يا أبي وتعثرت في الخطوة الأولى ولم أتمكن من الانتقال إلى الصف الثاني مع زملائي في الكلية مع أني قدمت ما بوسعي لكن ولعي بالعلوم الهندسية التطبيقية طغى على كل محاولاتي لتعويد غكري ونفسي على تقبل مالا يطيقانه نظرية التعود بمرور الوقت التي كانت حجتك لإقناعي بدارسة بدراسة الطب لم تنجح معي .. ذلك أني مشغوفة تماماً بالحم الذي طالما راود مخيلتي وعاش معي حتى أصبح جزءاً من مكنوناتِ عالمي الداخلي كاما أصبحت صور التصاميم التي حلمت بوضعها وتنفيذها عالمي الذي هربت إليه طلباً للراحهـ والسعادهـ ..:}}
كم أغمضت عيني وتخيلت نفسي على مرسمي بعد منتصف الليل والقلم مزروع في شــعري وآخــ،ـر خلف أذني وثالث يتساب مع أناملي والمسطرة على اللوحة لتحويل بياضها إلى مختلف الألوان والأشكال ..لكنك لم تترك لي الخيار وربطتني بوصية المرحومة والدتي ..كما قيدتني بحالة الغضب والإحباط التي اعترتك بوم حاولت عبـثاُ إقناعكـ بضرورة انتسابي إلى كلية الهندسة ذلك أن صوت الأنا الأبوية لرغبتك كان أقوى من كل محاولاتي ومن صوت المنطق لذي قمعته أمنية أب حمل على كاهله دور الأم والأب فكان مثال العطاء والحنان وتبراساً للجد والالتزام ::}}
يؤلمني يا أبي أنك عودتني على الصدق والحرية والثقة فيما أقول وأفعل ..وعندما آن الأوان كي أمارس حريتي في تحديد هوية مستقبلي ولإثبات جدارتي بثقتك سلبتني هذه الحقوق وشككت في نفسي قدرتي على أن أفي بوعدي لك بأنك ستكون والد الدمتورة المهندسة مما زعزع تقتي بنفسي وبقدرتي ...
يــؤلمني أكثــر أنك ربطت حياتي العملية القادمة بحياة ابنة العــم التي اختارت الطب بمحض إرادتها ..فدراسة الطب كان حلمها أما أن فلا ..وكلمــاتكـ - من قدم وضحى مثلي يا حسارة التعب ://
لا تزال تفعل فعلتها في قلبي وضميري وتجل روحي بين نارين لأنني لست بالفتاة الحاجدة ولا الابنة الناكرة وفي الوقت نفسهـ ..لا أريد أن أكون الدمية المــيسـ،ـرهـ
جملتني يا أبي مسؤولية لست مسؤولة عنها ..وفشلي اليوم يضاعف إحساسي بالذنب تجاه حلمك..لم يخطر ببالي قط أني قد لأخذلك وأخذل نفسي أمام الآخرين ..لكن ما العمل وعقلي يرفض مبدأ المبضع والسماعه والتشريــح ويستنكر التعامل مع فكرة الموت والحياة بينما ينساق للمسطرة والحاسوب ..وتأسره فكرة خلق الجمال وتجسيدة وتخليده؟ سامحني يا أبي ..قد لا أكمل مشواري وقد لا أمتهن ما تراه عملاُ إنسانياً لأن الإنســانية أن أكون أنا ذاتي الامتداد الطبيعي الإنساني والاخلاقي والوجداني لشخصك ..بدلاً من أن يغدو ما يجمعنا لوحةً صماء عليها اسم ثلاثي خالٍ من أي تواصل أو فائدهـ ...
أخيــراً أقــول /
يشفع لصراحتي أنكـ علمتني الصدق في قول الحق وأن محبتي لك واحترامي لك لا يعادلها إلا محبتك لي ...وحيــدتكــ